مع قرب الشتاء.. اللاجئون والنازحون يستقبلون قسوة الطقس بالدعاء

مع قرب الشتاء.. اللاجئون والنازحون يستقبلون قسوة الطقس بالدعاء

إسلام مجدي

 

مع اقتراب فصل الشتاء، يلجأ العديد من الأشخاص لارتداء الملابس الثقيلة، وشرب الكثير من المشروبات الساخنة، والبحث عن الدفء بين الأسرة داخل المنزل بعد انتهاء يوم عمل طويل.

 

لكنّ هناك أعيناً أخرى تترقب فصل الشتاء، ليس لديها من الموارد والمأوى رفاهية التعامل مع هذا الفصل، يواجهون البرودة بالآمال والدعاء والقليل من مواد التدفئة.

 

شتاء بارد

 

خلال شهر يناير عام 2019، تعرض مخيم استيطان غير رسمي بقرية دوريس في لبنان، لأصعب شتاء حدث منذ أعوام؛ عاصفتين ضربتا المخيم، وأثرتا على مئات العائلات من اللاجئين السوريين، الذين كانوا يقطنون في ملاجئ مؤقتة وهشة، وأتلفت بفعل الأمطار الغزيرة.

 

عاشت العائلات في مياه باردة وعانوا لكي يجدوا الدفء في درجة حرارة البرد القارس، حينها، تحركت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ومفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة، وقدمت مساعدات طائرة وأغطية ومدافئ لمواجهة البرودة.

 

كانت تلك قصة مخيم واحد فقط من بين مخيمات عديدة واجهت ظروفاً قاسية في برودة الشتاء، وحول العالم يتواجد آلاف من اللاجئين والمشردين والفقراء، الذين يعانون للغاية للتكيف في أجواء الشتاء، ويتأثرون أكثر من أي شخص آخر بتطرف التغيرات المناخية وبالطبع يحتاجون لملايين من الأموال لكي تتم مساعدتهم في مثل هذه الظروف.

 

في الوطن العربي هناك ملايين من السوريين الذين اضطروا للرحيل عن بلادهم بسبب الحرب، وكذلك الصراع في جنوب السودان الذي أدى لهجرة العديد من سكانها ومجموعات أخرى من المضطهدين والأقليات حول العالم مثل مسلمي الروهينغا في ميانمار وأقليات الإيغور في الصين وغيرهم.

 

ملايين اللاجئين في المعسكرات في الشرق الأوسط وأوروبا يتعرضون كل عام لمعركة عاتية مع الشتاء والتأثيرات المضرة من فيضانات وأمطار وأحيانا ثلوج.

 

قصة هلال

 

خلال عام 2018 كان اللاجئ السوري هلال يستعد مع أسرته لخوض معركة الشتاء الخامس في الأردن، مع زوجته نهاد و6 أطفال، في منزل فقير للغاية، يتجه الأب لتغطية النوافذ والفتحات بالعديد من قطع السجاد والقماش والأغطية القماشية والبطانيات.

 

هلال يأمل في حماية أسرته من الثلج والبرد القارس، في حين أن نهاد تحاول صنع مدفأة بطريقة أو بأخرى لكي يصبح المنزل دافئا للأطفال.

 

لكن ما يزيد تعقيد الأمور ويصعب المعركة هي الأمراض، إذ إن “ميليار” ابنتهما ذات الـ11 عاما، تعاني حساسية الصدر، وفرص إصابتها بمضاعفات في البرد كبيرة للغاية، في حين أن الوالد نفسه، لديه مشكلات في الظهر ولا يستطيع العمل بشكل ملائم.

 

وقال هلال لموقع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: “مساعدة الشتاء التي تصلنا مفيدة للغاية خاصة لابنتنا، لأنها تؤمن غرفة دافئة منفصلة وسجادة وبطانيات وملابس للمدرسة لكي تظل دافئة ولا تتعرض لخطر مضاعفات المرض”.

 

وتقول المفوضية، إنه يمكن لكل شخص المساهمة في مساعدة هؤلاء لمواجهة برد الشتاء، من خلال تقديم العديد من الملابس التي لم تعد ملائمة لهم بعد الآن والبطانيات، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين سيكونون شاكرين للحصول على أشياء مستعملة بشكل طفيف، خاصة الجوارب والبطانيات وهي ضرورية للغاية في أشهر الشتاء الباردة.

 

وفي النهاية يبقى الأمل في استجابة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وكل من يستطيع تقديم يد العون لإنقاذ اللاجئين والنازحين من المعاناة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية